تنطلق اليوم في مدينة جوبا أعمال مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي بدعوة من الفريق «سلفاكير ميارديت» رئيس حكومة الجنوب، النائب
الأول لرئيس الجمهورية، وبرعايته، لمدة يومين، لجهة توحيد الصف الجنوبي لمجابهة استفتاء تقرير المصير المقرر في التاسع من يناير المقبل.
وينعقد المؤتمر وسط خلافات كبيرة بين شريكي نيفاشا - الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني - وتبادل الاتهامات بالحشد على الحدود بين الشمال والجنوب والاستعداد للحرب، تزامنا مع أنباء عن فشل الطرفين في التوصل إلى حلول بشأن منطقة أبيي الغنية بالبترول المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.
وكان سلفاكير قد أصدر قبل أيام عفواً عاماً عن قيادات عسكرية منشقة عن الحركة الشعبية على رأسها الجنرال جورج أطور، تمهيداً للمؤتمر، كما استقبل قيادات سياسية انشقت أيضاً عن الحركة من بينهم الدكتور لام أكول وزير خارجية السودان الأسبق ورئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي، إضافة إلى بونا ملوال القيادي الجنوبي البارز . وبينما يرى بعض المراقبين أن دعوة سلفاكير للحوار الجنوبي قد جاءت بعد زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، أكد الدكتور فرمينا مكويت منار ممثل حكومة الجنوب في مصر والجامعة العربية والقيادي البارز بالحركة الشعبية أن وحدة الصف الجنوبي كانت هدفاً لسلفاكير منذ توليه مسؤولية قيادة الحركة، وقد فعل الكثير من أجل ذلك في السابق، وتعهد مؤخراً أثناء حملته الانتخابية بجمع القيادات الجنوبية خلف هدف واحد هو استفتاء تقرير المصير.
وأعرب منار عن ثقته في إمكانية توحد شعب وقيادات الجنوب في هذه المرحلة الحاسمة وتوحيد رؤاهم بشأن قضية الاستفتاء المصيرية لكل أبناء الجنوب، مشيراً إلى أن اجتماع سلفاكير مع كل من لام أكول وبونا ملوال مؤخراً كان مؤشراً إيجابيا بأن إرادة الجنوب في التوحد خلف الاستفتاء ستعلو فوق كل الخلافات الجانبية، ونفى المسؤول الجنوبي اتهامات الخرطوم للجنوب بحشد قواته على الحدود، واتهم الخرطوم بالاستعداد لحرب الجنوب وإفساد الاستفتاء المقبل، ورحب بالزيارة المقررة للوزيرين عمر سليمان وأحمد أبو الغيط إلى كل من الخرطوم وجوبا . يأتي ذلك في وقت أعلن السفير سمير حسني مدير الإدارة الأفريقية بالجامعة العربية أن مؤتمر (جوبا-2)، الذي كان مقرراً عقده في البحرين في شهر نوفمبر المقبل، قد تقرر تأجيله إلى ما بعد إستفتاء الجنوب المقرر في 9 يناير المقبل، وقال إن تأجيل المؤتمر سببه انشغال دولة البحرين بالانتخابات التشريعية والبلدية المقررة في في أواخر الشهر الحالي، وأيضاً بسبب إنشغال المسؤولين في الجنوب بالتحضير للاستفتاء، وأكد حسني أن المؤتمر سيعقد بعد الاستفتاء سواء كانت نتيجته وحدة أم انفصالا، وأن المهم هو التحضير الجيد له والمشاركة الفعالة فيه، وقال: إن الجامعة ستحرص على علاقات قوية مع جنوب السودان مهما كانت نتيجة الاستفتاء، وإن كان أمر بقائه في الجامعة العربية مرهونا بإرادة شعب الجنوب. وأوضح أن الدعم العربي للسودان وتخصيص مليار دولار لذلك الهدف منه دعم العلاقات التكاملية بين الشمال والجنوب وخاصة في مجال البنية التحتية، مشيراً إلى حرص الجامعة على هذه العلاقات في حالتي الوحدة أو الانفصال. وفي أديس أبابا تضاربت التصريحات بشأن مصير المباحثات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، فقد أعلنت مصادر بالحركة فشل المباحثات ووصولها إلى طريق مسدود، بينما أكدت مصادر سودانية أخرى أن الوساطة الأمريكية رفعتها على أن تستأنف بعد أسبوعين بمشاركة نائبي الرئيس سلفاكير وعلي عثمان طه، وأشارت المصادر إلى أن الطرفين فشلا في تحديد من يحق لهم الانتخاب في المنطقة.